خطابات

التمييز بين الحق والباطل

لا شك في صعوبة طريق الحق .. ولكن علينا أن نعمل ونصبر .. ولقد تعلّم آباؤنا كيف يثبت الواحد منهم على الحق ولو خالف الناس جميعاً:

  1. قال عمرو بن ميمون الأودي:

صحبت معاذاً في اليمن، فما فارقته حتى واريته في التـراب بالشام، ثم صحبت بعده أفقه الناس عبد الله بن مسعود t، فسمعته يقول: سيلي عليكم ولاة يؤخرون الصلاة عن مواقيتها، فصلّوا الصلاة لميقاتها فهي الفريضة، وصلوا معهم فإنها لكم نافلة !

قال: قلت يا أصحاب محمد، ما أدري ما تحدّثونا ؟! قال: وما ذاك ؟ قلت: تأمرني بالجماعة وتحضني عليها، ثم تقول صلّ الصلاة وحدك، وهي الفريضة، وصلّ مع الجماعة وهي نافلة ؟! قال: يا عمرو بن ميمون، قد كنت أظنك من أفقه أهل هذه القرية، تدري ما الجماعة ؟ قلت: لا ! قال: إن جمهور الجماعة الذين فارقوا الجماعة .. الجماعة ما وافق الحق وإن كنت وحدك !

وفي طريق أخرى: إن جمهور الناس فارقوا الجماعة، وإن الجماعة ما وافق طاعة الله عزّ وجلّ !

 

  1. وعن الحسن البصري:

((  السنّة – والذي لا إله إلا هو – بين الغالي والجافي .. فاصبروا عليها رحمكم الله، فإن أهل السنّة كانوا أقلّ الناس فيما مضى، وهم أقل الناس فيما بقي: الذين لم يذهبوا مع أهل الأتراف في أترافهم، ولا مع أهل البدع في بدعهم، وصبروا على سنّتهم حتى لقوا ربّهم .. فكذلك إن شاء الله تكونوا !  ))

 

  1. والنبي يرغبّنا في اتّباع السنة ويحذّرنا من الأهواء والزيغ في حديث رائع التصوير؛ عن معاوية قال:

قام فينا رسول الله فقال: ((  ألا إن من كان قبلكم من أهل الكتاب افتـرقوا على اثنتين وسبعين ملّة، وإن هذه الأمة ستفرّق على ثلاث وسبعين: اثنتان وسبعون في النار وواحدة في الجنة وهي الجماعة ! وإنه سيخرج في أمتي أقوام تتجارى بهم الأهواء كما يتجارى الكَلَب بصاحبه لا يبقى منه عرق ولا مفصل إلا دخله ..  ))

ومن السهل أن تتجارى الأهواء بصاحبها إذا لم تكن عنده حصافة من الفهم السليم لدينه، وكيف طبّقه أصحاب النبي r على أنفسهم واتّبعهم في ذلك سلفنا الصالحون.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى