أثر التعاليم الإسلامية في حفظ الصحة وتعزيزها

الإسلام يعتبر الصحة نعمة كبرى يمنُّ الله بها على عباده، بل يعتبرها أعظم نعمة بعد نعمة الإيمان؛ إذ يقول النبي ، ((نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة والفراغ ))، ويقول: (( ما أوتي أحدٌ بعد اليقين خيراً من المعافاة )). وهي بما أنها نعمة، تستحق الشكر عليها من جهة والمحافظة عليها من جهة أخرى.
والصحة مسؤولية كبرى أمام الله عزَّ وجلَّ، فالنبي يقول: (( إن أول ما يُحاسب به العبد يوم القيامة أن يقال له: ألم أُصِحَّ لك جسمك؟ ))، ويقول: (( لا تزول قدما عبدٍ يوم القيامة حتى يُسأل عن أربع: عن عمره فيمَ أفناه، وعن علمه فيمَ فعل فيه، وعن ماله من أين اكتسبه وفيمَ أنفقه، وعن جسمه فيمَ أبلاه )).
ولذلك كان من واجب المسلم أن يحافظ على هذه النعمة، ويحذر عليها من التبديل والتغيـير بإساءة التصرُّف، وإلا حلّ به العقاب جزاءً وفاقاً على ذلك، بمقتضى سنة الله الثابتة وقوانينه: }ومَنْ يُبَدِّلْ نِعْمَةَ اللهِ مِنْ بَعْدِ ما جَاءَتْهُ فَإِنَّ اللهَ شَدِيدُ العِقَابِ{ }ذلِكَ بِأنَّ اللهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّراً نِعْمَةَ أَنْعَمَهَا عَلى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بأَنْفُسِهِم{.
أما المحافظة على هذه النعمة، فتكون برعاية الصحة والقيام بكل ما يُبقيها ويحسّنها. فكل ما يقرر أهلُ الذكر من الأطبّاء أنه مؤدٍ إلى حفظ الصحة، يتوجب على المسلم القيام به انطلاقاً من هذا المبدأ. هذا على أنه قد ورد في الكتاب والسنة كثير من التعاليم التي ترسم للمسلم طرق المحافظة على صحة بدنه جملةً، وصحة أعضائه عضواً عضواً.
والأمثلة على ذلك كثيرة مباركة نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر: الوضوء، الذي يفترضه الإسلام على الإنسان كلما انتقض وضوؤه، مع الترغيب في الإكثار منه وتكراره عند كل مناسبة. فقد قال : (( مفتاح الصلاة الوضوء )). بل قد (( كان النبي يتوضأ عند كل صلاة )) وكان يقول: (( لا يحافظ على الوضوء إلا مؤمن )).
***
ومما يضمن من العبادات المحافظة على الصحة: الغُسل، وهو فرضٌ عند الجنابة لقوله تعالى: }وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُبَاً فَاطَّهَرُوا{. ولكن النبي قد سَنَّ لأمته الغسل وحَثَّهَم عليه في مناسبات عديدة منها غُسل الجمعة لقوله : (( حقُّ الله على كل مسلم أن يغتسل في كل سبعة أيام: يغسل رأسه وجسده ))، وقوله: (( من أتى الجمعة فليغتسل ))؛ كما يُسْتَحَبُّ غُسل العيدين والغُسْل عند الإحرام للحج والعمرة، وبعد غَسل الميت ولصلاة الاستسقاء والكسوف، والاعتكاف، وعند تغيُّر رائحة البدن، ولحضور كل مجمع من الناس.
ولا يقتصر الأمر على النظافة العامة، بل هناك النظافة الموضعية كغَسل اليدين، وتقليم الأظفار، ونظافة الأرجل.
ومن أهم ما ركّز عليه الإسلام حفظ صحة الفم فقد حضّ الإسلام على المضمضة فقال عليه السلام: (( إذا توضأت فمَضْمِض )). كما حضّ الإسلام على تنظيف اللثة، فقد قال : (( نظِّفوا لِثَاتِكم من الطعام وتسنَّنوا ]تسوّكوا [)) . كذلك يحضّ الإسلام على السواك، لأن السواك كما يقول النبي : (( مَطْهَرَةٌ للفم مرضاة للرب )) ويقول: (( لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك مع كل صلاة )). وفي رواية (( عند كل وضوء )). وهذه الرواية توضّح المقصود بالسواك عند كل صلاة، أي أن يكون السواك مع الوضوء، لا كما يفعله بعضهم إذ يسوّك أسنانه بالمسواك وهو واقف للصلاة، فلا يفعل أكثر من أن ينشر الوسخ الذي على أسنانه ثم يبتلعه.. وخير ما يوضح المراد من قول النبي فعلُه صلوات الله عليه. فقد (( كان يصلي بالليل ركعتين ثم ينصرف فيَسْتاك ))، كما (( كان لا يرقد مِنْ ليلٍ ولا نهار فيستيقظ إلا تسوَّك قبل أن يتوضّأ )).
ومشروعية السواك لا تستثني الصائم، بل لعلها فيه أولى وأظهر. فقد روى الطبراني عن عبد الرحمن بن غَنْم قال: سألت معاذ بن جبل: أتسوَّك وأنا صائم؟ قال: نعم! قلت: أيَّ النهار؟ قال: غدوة أو عشية! قلت: إن الناس يكرهونه ويقولون إن رسول الله قال: لَخَلُوفُ فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك؟ قال: سبحان الله! لقد أمرهم بالسواك، وما كان بالذي يأمرهم أن يُنتنوا أفواههم عمداً! ما في ذلك من الخير شيء، بل فيه شر!
ومن سُبُل حفظ الصحة نظافة الأذنين، ونظافة العينين، ونظافة الأنف، ونظافة الشعر، ونظافة السبيلين والأعضاء التناسلية، فقد قال النبي : (( إذا تغوَّط أحدكم فليتمسَّح ثلاث مرات ))، وكان النبي كما قال أنس: (( إذا تبرز لحاجته أتيته بماء فيغسل به )). حتى إن السيدة عائشة رضي الله عنها قالت تعلّم نساء المسلمين: (( مُرْنَ أزواجكن أن يستطيبوا بالماء، فإني أستحيـيهم، فإن رسول الله كان يفعله )).
وغير ذلك كثير.
***
ومن سُبُل تعزيز الصحة التغذية الحسنة.
فتحري الغذاء الطيب، واجتناب الغذاء الخبيث، ضمانةٌ للصحة، والله سبحانه يقول: } كُلُوا مِنْ طَيِّباتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ{ ويقول: }كُلُوا مِمَا فِي الأرْضِ حَلاَلاً طَيِّباً{.
والامتناع عن الغذاء الطيب بلا مسوّغ مشروع، أمرٌ منافٍ للصحة، ولا يسمح به الإسلام. يقول الله عزّ وجل: }لا تُحَرِّموُا طَيِّباتِ مَا أحَلَّ اللهُ لَكُمْ{.
والتغذيةُ الصحية هي التغذية المتوازنة، تحقيقاً للميزان الذي وضعه الله في كل شئ، وجاء ذكره في سورة الرحمن: }وَوَضَعَ الـمِيزَان: أَنْ لاَ تَطْغَوْا في الـمِيزَان! وَأقيمُوا الوَزْنَ بالقِسطِ؛ ولاَ تُخسِرُوا الـمِيزَان{.
هي أولاً التغذيةُ المتوازنة من حيث الكمّ. فالإسراف في الغذاء مضرٌّ بالصحة، لما يؤدي إليه بصورة مباشرة من اضطراب الهضم والتخمة، ولما يؤدي إليه بصورة غير مباشرة من أمراض فرط التغذية التي يقال لها اليوم (( أمراض الرخاء )) أو (( أمراض الـمَتْخَمَة ))، ومن أهمها (( السكري )) أو مرض السكر، وارتفاع ضغط الدم، وأمراض شرايين القلب الـمُحدِثة للذبحة والجلطة، وأمراض شرايين الدماغ المؤدية إلى السكتة والفالج، وما إلى ذلك.
وهذا الإسراف في كمّ الغذاء مخالفٌ لتعاليم الإسلام، إذ يقول الله سبحانه: }كُلُوا مِنْ طَيِّباتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَلاَ تَطْغَوْا فِيه{ ويقول النبـي (( ما ملأ آدميٌّ وعاءً شراً من بطن! بحسب ابن آدم لُقَيْمات يُقِمْنَ صلبه – أي يكفيه الحد الأدنى من الغذاء الذي يفي باحتياجاته الحيوية الأساسية – فإن كان لا محالة – وفي رواية: فإن غلبت الآدمي نفسُه – فثلث للطعام وثلث للشراب وثلث للنَّفَس )).
ولكن التغذية الصحية هي أيضاً التغذية المتوازنة من حيث المحتوى؛ وهي تشتمل على مزيج من مختلف أنواع الأغذية التي أنعم الله بها على عباده، لسد حاجة الجسم من البروتينات والدهنيات والنشويات والأملاح والفيتامينات، وغيرها، والتي ذكر الله سبحانه معظمها في سورة النحل وهي سورة النِّعَم.
ويفضِّل الإسلام الأغذية الكاملة، فيرجِّح مثلاً استعمال الدقيق الكامل على الدقيق المنخول، كما في الحديث الذي رواه ابن ماجه عن أم أيمن، أنها غَرْبَلَتْ دقيقاً فصنعته للنبـي رغيفاً؛ فقال: (( ما هذا ؟)) فقالت: طعام نصنعه بأرضنا فأحببتُ أن أصنع منه لك رغيفاً؛ فقال: (( رُدِّيه فيه ثم اعجنيه )). وهذه الأغذية الكاملة تحتفظ بالفيتامينات الضرورية لصحة الجسم، وتضمن حُسْنَ حركة الأمعاء فتحمي المرء من الإمساك وتقيه من سرطان القولون.
ومن القواعد الصحية غسلُ اليدين قبل الطعام، تحاشياً لتلويثه ببعض ما قد يضر، ووقايةً للمعدة من التهيّج أو الالتهاب بفعل هذا الضار. وقد (( كان إذا أراد أن يأكل غَسَل يديه )).
ومن القواعد الصحية حفظُ الطعام والشراب من التلوث، والإسلام يأمر بتغطية الطعام حمايةً له من التلوث كما في الحديث: (( غطوا الإناء )). كما يحرِّج النبي تلويث الغذاء والماء بمفرغات البدن التي تحمل الجراثيم وتنقل العدوى، فيقول (( لا يبولنّ أحدكم في الماء الراكد ))، ويقول: (( اتّقوا الملاعن الثلاث: البراز في الموارد، وقارعة الطريق، والظل )). ولا يخفى أن تلويث موارد المياه بالبراز وما يشتمل عليه من جراثيم، عاملٌ أساسي في نقل الأمراض، بصورة مباشرة من خلال الماء الملوث، أو غير مباشرة من خلال تلوث الخضراوات والثمرات التي تُسقى بهذا الماء. وفي ذكر الظل نكتة لطيفة، لأن ما يكون في الظل لا تطهّره الشمس، فيبقى مرتعاً خصباً للجراثيم ويعمل على تكثيرها.
***
وهذا النهي عن تلويث الموارد والطرق جزء من توجيهات الإسلام للحفاظ على صحة البيئة. ويقابل ذلك أمرٌ إيجابي بتنظيفها. فقد قال : (( إماطةُ ]أي إزالة[ الأذى عن الطريق صدقة )).
ولقد حذَّر الله سبحانه في مواضع متعددة من كتابه الكريم من الفساد في الأرض .. والفسادُ البيئي جزء من هذا الفساد في الأرض بل هو أول ما يتبادر إلى الذهن في هذا المقام. فقد قال عز من قائل: }كُلُواْ وَاشْرَبُواْ مِن رِّزْقِ اللَّهِ وَلاَ تَعْثَوْا فِي الأَرْضِ مُفْسِدِين{ وقال جل شأنه: }وَلاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ{. بل خصّ الله بالذكر ذلك النوع من الفسـاد الذي يستأصل النبـات والحيوان فقال: }وَمِنَ النَّاسِ مَن يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ .. وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيِهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الفَسَاد{.
وقد حرص النبـي على تشجيع الزراعة بما يزيد الثروة النباتية ويضيف إلى البيئة الصالحة فقال: (( لا يغرس المسلم غرساً ولا يزرع زرعاً فيأكل منه إنسانٌ ولا دابةٌ ولا شيءٌ إلا كانت له صدقة )). ونهى في مقابل ذلك نهياً شديداً عن قطع الشجر فقال: (( من قطع سِدْرَةً ]يعني دون مبرّر[ صوّب الله رأسه في النار ! )).
وكان النبي أول مَنْ أنشأ محميّات بيئية لا يجوز قطعُ شجرها ولا قتلُ حيوانها. فقد (( حَمَى رسول الله كل ناحية من المدينة بريداً بريداً ]والبريد اثنا عشر ميلاً[ )). وكان النبـي (( ينهى أن يُقطع من شجر المدينة شيء ))؛ وقال : (( إني أحرّم ما بين لابَتَيْ المدينة: أن يُقْطَع عِضاهُها ]شجرها[ أو يُقتل صيدُها ))؛ وقال عن وادٍ بالطائف: ((إن صيد وَجٍّ وعِضاهَهُ حرام )).
وقد حرَّم الإسلام الإضرار بالنفس فقال عزَّ وجلَّ: }ولا تَقْتُلُوا أنْفُسَكُمْ{ وقال سبحانه: }ولا تُلْقُوا بأيْدِيكُمْ إلى التَّهْلُكَة{ وقال النبي : ((لا ضَرَر ولا ضرار )). فلا يجوز للمسلم أن يعرِّض نفسه لخطر المرض أو الإصابات بأي شكل من الأشكال لقوله : (( لا ينبغي لمؤمن أن يُذلَّ نفسه )) قالوا: وكيف يُذِلُّ نفسه؟ قال: (( يتعرض من البلاء لما لا يطيقه)). وقد وجه الإسلام إلى السبيل القويم في ذلك كله، فأوجب على المسلم أن يتخذ كل أسباب الوقاية من الأمراض لأن التوقّي يكفل الوقاية. فقـد قال : (( ومن يَتَوَقَّ الشرّ يُوْقَه )). ويدخل في ذلك البعد عن مصادر المرض كاجتناب مقارفة الزنى واللواط وسائر الفواحش لقوله تعالى: }ولا تَقْرَبُوا الزِّنَى إنه كان فاحشة وساء سبيلاً{ ]الإسراء: 32[، وقوله: }ولا تَقْرَبُوا الفَوَاحِشَ ما ظهر منها وما بَطَنَ{. كما يدخل في الوقاية البُعد عن مصادر الإثم، لقوله سبحانه: }وذَرَوُا ظَاهِرَ الإثمِ وبَاطِنهَ{ والإثم – كما يقول السيد رشيد رضا رحمه الله في تفسيره – (( كل ما فيه ضررٌ في النفس أو المال أو غيرهما، وأشدها المضار والمفاسد الاجتماعية )). ومن الإثم المسكراتُ والمخدِّراتُ وكلُّ ما يخامر العقل؛ وقد قال ربُّنا سبحانه: }يَسْأَلُونَكَ عَن الخَمْر والميْسر قُلْ فيهِمَا إِثمٌ كَبير{، وقال جلّ جلاله: }إنَّمَا الخَمْرُ والمَيْسِرُ والأنْصَابُ والأزلاَمُ رِجْسٌ من عمل الشَّيْطان فاجْتَنِبُوه{ والاجتناب أعلى درجات التحريم. وقد (( نَهَى رسول الله عن كلِّ مُسْكِر ومُفترِّ ))، وقال : (( ألا إنّ كلَّ مُسْكِرٍ حرام، وكل مخدِّرٍ حرام، وما أسكر كثيرُه حَرُمَ قليله، وما خَمَر العقل فهو حرام )). ويدخل في التَوَقِّي كذلك عدم التعرض للمصابين بالأمراض المعدية. كما يدخل في ذلك التطعيمُ لتوقي كثير من الأمراض المعدية.
كذلك يحرّم الإسلام الإضرار بالناس جميعاً ولاسيّما بالجار. فيقول : (( لا ضَرَرَ ولا ضِرَار )) ويقول: (( والله لا يؤمن.. من لا يأمَنُ جارُهُ بوائقه )) ]والبوائق الغوائل والشرور[.
لذلك لا يحل للمسلم مثلاً أن يدخن في مركبة مغلقة – سيارة أو طائرة أو مقصورة – فليحق الضرر بجيرانه فيها جميعاً ويعرضهم إلى مخاطر هذا المنشوق الخبيث. وهو وإن كان لا يجوز له أن يدخن ولو كان وحده فيعرض نفسه إلى أسباب المرض والهلاك، فعدم جواز ذلك في حق الغير أظهر. فالجارُ في مقعد الطائرة جارٌ، وفي الأماكن العامة جار، والجارُ في داخل البيت جارٌ ذو قُربى.. وقد أمرنا الله سبحانه بالإحسان إلى الجار ذي القربى والجار الجُنُب والصاحب بالجنب.. وليس تعريضُ أيٍ منهم إلى مضار التدخين من الإحسان في شيء. وقُلْ مثل ذلك في الذي يلقي بفضلات بيته أمامه فيؤذي جيرانه ويؤذي المارة، أو الذي يصيب نفايات مصنعه في نهر أو جدول أمام مصنعه، وما شابه ذلك من البوائق التي ينطبق عليها جميعاً حكم الضرر أو حكم الأذى على الأقل. وقد قال النبي : (( من آذى المسلمين في طُرُقهم وَجَبَتْ عليه لعنَتُهم )).
ويدخل في باب الضرر والضرار موضوع العدوى. فلا يجوز للمسلم أن يُعدي أخاه، أو يتهاون في ذلك، أو يجلب أسباب العدوى إلى المجتمع، فذلك يندرج تحت هذه القاعدة الشاملة، قاعدة تحريم الضرر والضرار، وقد قال رسول الله : (( لا يُوردُ الـمُمرض على الـمُصِحّ )) وقال عليه الصلاة والسلام: (( لا عدوى ولا طِيَرَة ))، وهذا نهيٌ عن العدوى كما أنه نهيٌ عن التطير، وليس نفياً للعدوى كما يظن بعض الناس.
ويندرج ذلك كله في هذا الحديث الجامع: (( ألا أخبركم بالمؤمن؟ مَنْ أمِنَهُ الناس على أموالهم وأنفسهم! والمسلم: مَنْ سلم الناس من لسانه ويده… )).
***



