محاضرات

حوسبة المصطلحات العلمية والفنية

تلك سُنَّةٌ حسنة، سَنَّها أخونا المجمعيُّ اللُّغوي المحقِّق الثَّبْت، الأستاذ الجليل أحمد الأخضر غزال، يوم اقتحم غيرَ هيّاب مجالَ حَوْسَبَة المصطلحات العلمية العربية، ففتح لنا بذلك فتحاً مبيناً، وألْحَبَ لنا الجادّة، وعبَّد لنا المحجَّة، فله أجرُ هذه السُنَّة وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة إن شاء الله.

وقد أتيح لي أن أشهد بدايات هذه المبادرة الجريئة، في عَقْد السبعين من هذا القرن، يوم استضاف الأستاذ الأخضر في معهد الدراسات والأبحاث للتعريب في الرباط، حاضرة المملكة المغربية، جلسةً من جلسات إعداد المعجم الطبي الموحّد، ثم أتيح لي بعد عَقْد من الزمان، سنة خمس وثمانين، أن أشرُف بصحبة كوكبة من أعلام اتّحاد المجامع، في ندوة تعريب التعليم العالي والجامعي، التي عُقدت في الرباط كذلك، وأن أطّلع معهم على ما قطعته هذه المسيرة من أشواط. وكان قائدَ ركب الـمُنْتَدين الذي زار المعهد، شيخُنا الأستاذ الدكتور إبراهيم بيّومي مدكور تغمّده الله برحماته، ولعل أستاذنا الدكتور محمود حافظ لايزال يذكر تلك الزيارة. فقد أعجبنا جميعاً أيّما إعجاب بهذا العمل: أن تدَّخر كلَّ معلوماتك المصطلحية في جهاز يقال له الحاسوب computer، له أبجدية قوامها حرفان اثنان أو رقمان اثنان أو قُلْ: بـِتَّان bits اثنان بلغة الحاسوب إن شئت: (( صفر )) و(( واحد ))، تُبنى منهما آلاف مؤلفة من العبارات أو الجمل الحاسوبية التي تبدو لك إذا طالعتها شبيهة بأرقام الهاتف، كل رقم هاتفي يتألف من ثمانية بـِتَّات، ويطلق عليه اسم (( البَيْت )) byte: بَيْت الحاسوب إن شئتم مقارنةً ببيت الشعر!

أقول: تُدْخِل هذه الـمُعْطَيَات data أي أبيات القصيدة الحاسوبية في هذا الجهاز اللطيف، فما أسرع ما يَلْتَقِم هذه الـمُدْخَلات inputs، ثم لا يلبث أن يقوم باعتمالها أو معالجتها processing وفق برنامج معيَّن زوّدتَه به من قبل، ثم يتيحها لك مُخْرَجَات outputs ميسورة التناول كبيرة الفائدة، منسجمة كلّ الانسجام مع ما أمليتَ في هذا البرنامج.

هذه إذن هي أعضاء الحاسوب: فأعضاء الإدخال أشبه بحواسّ الإنسان الخمس التي تتلقف المعلومات من محيط المرء تلقُّفاً، منها مثلاً لوحة المفاتيح keyboard التي تشبه مفاتيح الآلة الكاتبة؛ ومنها أيضاً تلك الفُرضة في جسم الحاسوب التي يمكن أن يولَج فيها قرصٌ يحتوي على المعلومات أو التعليمات. أما أعضاء الإخراج فهي أشبه بوسائل التعبير التي يعبّر المرء بها عمّا يريد من صوت وإيماء وحركة وأسارير، منها مثلاً شاشة الجهاز التي تقرأ عليها ما يريد الحاسوب أن يعبِّر عنه من معلومات، تُعرَض عليك مكتوبةً أو مرسومة، ملوَّنةً أو غيرَ ملوّنة، مصحوبة بصوت، أو صامتة؛ ومنها الطابعة printer التي تسطّر هذه المعلومات مكتوبة أو مرسومة على ورق.

ولكن واسطة العقد وجوهرة الجهاز هي ذلك العضو الشبيه بالدماغ في هذا الكائن العجيب، وهو يتألف من ثلاثة أقسام: ذاكرةٌ memory تختزن ما يرد من معلومات وتعليمات، وذهنٌ ذكي يقوم بإجراء العمليات الحسابية والمنطقية Arithmetic and Logic Unit (ALU)، وعقلٌ يتحكّم في سائر مقوّمات الحاسوب وينسّق بينها ويضبط مناشطها. أما ذهنُ الحاسوب وعقله فكثيراً ما يطلق عليهما معاً – ومعهما بطاقات الإظهار والقرص الصلب – اسم: وحدة التحكم المركزية CPU. وأما ذاكرة الحاسوب فذاكرتان: ذاكرةٌ دائمة لا تمحى وإنما تُقرأ فقط (ROM) Read Only Memory وذاكرةٌ وقتيةُ الحفظ عشوائيةُ الإتاحة Random Access Memory (RAM) تُقرأ ما كانت لازمة ثم تُمحى ويُكتب على آثارها متى انتفت الحاجة إلى بقائها.

*

أعود إلى زيارتَيْ معهد التعريب في الرباط فأقول: تمنى أستاذنا الدكتور حسني سبح رحمه الله وأحسن إليه، في الزيارة الأولى، وتمنَّينا معه، أن يتاح لنا مثل ذلك في مجمع اللغة العربية بدمشق، وتمنى أستاذنا الدكتور مدكور في الزيارة الثانية وتمنَّينا معه، أن يتاح مثل ذلك في مجمع اللغة العربية بالقاهرة.

وقد ظلّت الزيارتان والأمنيتان غضَّتَيْن في خاطري، حتى يسّر الله لنا في المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية، أن نحقِّق ذلك في هذه المرحلة الأخيرة من مراحل إعداد الإخراجة الجديدة من (( المعجم الطبي الموحد ))، مستخدمينَ نظاماً حاسوبياً لتخزين المعلومات واسترجاعها وتوثيقها، ابتكرَتْه منظمة اليونسكو سنة خمس وثمانين، وعرّبَتْه جامعة الدول العربية، وهو نظام يعمل في بيئة متعددة اللغات، ويُستخدم في أكثر من أربعين ألف مؤسسة في العالم، في الوقت الحاضر لما أثبته من كفاءة ومصداقية في التعامل. فباستخدام هذا النظام – وهو يدعى اختصاراً CDS/ISIS – أدخلنا المصطلحات الطبية التي بلغت مئة وخمسين ألفاً في الحاسوب باللغتَيْن العربية والإنكليزية. ولا تَسَلْ عمّا تحققنا لذلك من فائدة. فقد ساعدَنا ذلك على ضبط المصطلحات، والتأكد من صحة هجائها باللغتَيْن، وعلى شكلها (تشكيلها) ودقة ترتيبها، والتأكد من أننا لم نستعمل اللفظة العربية الواحدة لأكثر من مقابل أجنبي واحد. ثم إننا استطعنا – بإضافة روامز خاصة – أن نصنِّف المصطلحات بحسب الموضوع، بحيث نستطيع – متى نَجَزَ المعجم برمّته إن شاء الله – أن نستخرج عشرات المعاجم التخصّصية.

على أن فوائد الـحَوْسَبَة computerization لا تقتصر على ذلك. فهي تُيَسِّر إيصال حصيلة العمل المصطلحي إلى المستفيدين بأسرع وقت وأهون سبيل، سواء استُنسِخَتْ على أقراص لدينة floppy disks أو على أقراص مكتنزة compact disks بذاكرة تُقرأ فقط CD-ROMs. ثم إن الحَوْسَبَة تُيَسِّر التعرف على مواقف المستفيدين من المصطلحات، وتتيح لنا – نحن سَدَنَةَ المعجم دون سوانا – التعديلَ والتنقيح والتشذيب بحسب مقتضى الحال.

وخلاصة القول إن المصطلحات العلمية والتقنية تصبح بفضل الحَوْسَبَة أشبه بكائنات حية: تُولَد، وتسجَّل، وتنمو، ويُراقب تطوُّرها، وتتحرّك بين الفروع العلمية المختلفة.

*

على أن حَوْسَبَة المعجم الطبي الموحد، قد فتحت لنا الباب لحَوْسَبَة مصطلحات المجمع. فقد تراءى لنا أن المصطلحات التي أقرّها هذا المجمع الموقّر في مؤتمراته لا يجوز بحال أن تبقى حبيسة محاضر المجمع وقماطره، محجوبة عن عامة الناس، اللهم إلا ثـُلَّةً من أولئك الذين يعرفون سبيل الحصول عليها ويسارعون إلى اقتنائها. فأوّل غرض من أغراض المجمع كما نَصَّ على ذلك مرسوم إنشائه (( أن يحافظ على سلامة اللغة العربية، وأن يجعلها وافية بمطالب العلوم والفنون في تقدُّمها، ملائمة على العموم لحاجات الحياة في العصر الحاضر )). ولذلك فقد كان أحدَ قرارات المجمع في السنوات الأولى لإنشائه (( عرضُ الكلمات التي يقرها المجمع على الجمهور، متقبلاً ما يوجَّه إليها من النقد الصادق مدى عامٍ من عرضها، وبهذا القرار يكون المجمع قد أشرك معه أهل العلم وأصحاب الرأي كافة.. )) كما قال الدكتور محمد توفيق رفعت باشا رئيس المجمع سنة ست وثلاثين. وهو ما أكده الأستاذ إبراهيم مدكور عام اثنين وستين بقوله عن هذه المصطلحات: (( على أن الاستعمال هو الفيصل في الحكم على مدى صلاحيتها. ونحرص الحرص كله على نشرها في أوسع مجال ممكن، فنضعها تحت أنظار الباحثين من عرب ومستعربين، ونهديها للمجامع العلمية والجامعات، ونبعث بها إلى وزارات التربية والتعليم في العالم العربي، ونرحب بكل ما يُبدَى عليها من ملاحظات، ولا نتردد في أن نعيد النظر فيها إن دعا الأمر )).

فكيف يتأتى في عصرنا هذا (( عرضها على الجمهور )) و(( نشرها في أوسع مجال ممكن ))، إن لم تستعمل الوسائل العصرية الحديثة في بث المعطيات وإشاعة المعلومات.

من أجل ذلك خطر لنا أن نستفيد من تجربتنا في حوسبة المعجم الطبي الموحد، فننطلق من البرنامج الحاسوبي الذي استعملناه لهذا الغرض، ونستخدمه بعد تعديله بعض الشيء، لإدخال جميع ما أصدره المجمع من مصطلحات منذ إنشائه حتى اليوم في ذاكرة الحاسوب. وقد أنجزنا جُلَّ ذلك بعون الله؛ أما التعديل الذي أدخلناه على البرنامج فلم يَزِدْ على وضع جميع المقابلات التي صيغت على مدى السنين في مقابل اللفظة الأجنبية الواحدة، وعلى تسجيل سنة إصدار المصطلح، أي السنة التي منحه فيها مؤتمر المجمع شهادة الميلاد، وعلى مَظـِنَّة وجوده في مختلف مطبوعات المجمع، وعلى الاستفادة من تصنيف ديوي Dewey العشري المستخدم في المكتبات، لتبويب المواضيع التي تنتمي إليها المصطلحات.

*

هذه الثروة اللفظية الثمينة هي اليوم بين يدي أعضاء المجمع الموقرين وخبرائه، مكتنَزةٌ في الحاسوب، سهلةُ المتناوَل، يسيرةُ التداوُل. بمعنى أن الخطوة الأولى التي كثيراً ما تكون أصعب الخُطُوات قد فُرِغ منها أو يكاد. وإذا كنّا قد اقتصرنا في هذه المرحلة على إدخال المصطلحات دون تعاريف، فإننا نقوم الآن بإضافة هذه التعاريف، وأملُنا أن نفرُغَ من ذلك في غضون شهر أو شهرين بحول الله.

فماذا بعد؟

في المجمع الآن عشرةٌ من أحدث الحواسيب سَعِدَ المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية بتزويد المجمع بها. وأول ما أقترحه، أن يتفضل الأستاذ الرئيس فيخصَّ كل لجنة من لجان المجمع بحاسوب تحتفظ به في غرفة اجتماعها. هذا الحاسوب يشتمل على ذاكرتين اثنتين: ذاكرةٌ تُقرأ فقط، وتضمُّ هذه الذخيرة المجمعية الكاملة، وهي متاحة اليوم في أقراص مكتنزة CD-ROMs، وذاكرةٌ تُمحى وتُثبَت، وهي خاصة بكل لجنة على حدَة، تضيف إليها المصطلحات الجديدة، وتعدّل مصطلحاتها السابقة إذا لزم الأمر، ولو أنني أوصي في المراحل الأولى على الأقل، بمواصلة ما جرت عليه العادة، من تدوين هذه الإضافات أو التعديلات في محاضر اللجنة الورقية باديَ الرأي، ثم يقوم محرر اللجنة المختص بإدخال ذلك في الذاكرة القابلة للتبديل. ثم تمرّ هذه المصطلحات الجديدة والمعدّلة بما كانت تمر به في العادة من مراحل الإقرار في مجلس المجمع ثم في المؤتمر، حتى إذا ما أقرَّت أضيفت إلى الذخيرة المجمعية الكاملة. وبذلك يُحافَظ على المسيرة المعهودة في إصدار المجموعات السنوية، وتضاف إليها – دون أن تحل محلها – هذه الوسائل الحديثة.

أما اقتراحي الثاني فيتلخّص في أن تُرْبَطَ هذه الحواسيب جميعاً بشبكة محلية LAN، تُشْحَن بشبكة داخلية للمعلومات intranet، بحيث تستطيع كل لجنة أن تطّلع على ما توصلت إليه اللجان الأخرى أولاً بأول، دون أن تكون لها القدرة على التحوير والتبديل فيها. ويتطلب ذلك توافر جهاز إضافي يقال له الـمِخْدام server، وسوف يكون من دواعي سعادتنا في منظمة الصحة العالمية أن نزوّد المجمع به.

ولي بعدُ اقتراح آخر. فحواسيب الدنيا كلُّها تستطيع اليوم أن تتواصل وتتحاور، من خلال شبكة عالمية للمعلومات internet، يدعونها أحياناً الشبكة الشُعِّية webnet تشبيهاً لها بالشُّعِّ وهو بيت العنكبوت. وتستطيع كل مؤسسة بل كل فرد أن يتّخذ لنفسه صفحة أو موضعاً في هذه الشبكة. فاقتراحي الثالث يتمثل في أن يتخذ المجمع الموقّر لنفسه مثل هذه الصفحة أو الموضع، فتكون ذخيرته المصطلحية الـمُقَرَّة متاحةً للعالم أجمع، يستطيع من شاء أن يطّلع منها على ما شاء، دون أن يستطيع لها تغييراً أو تبديلاً. وبذلك تتحقق الغاية التي تَغَيَّاها السلف الصالح من المجمعيين، في إتاحة هذه المصطلحات لخاصَّة الناس وعامّتهم. وسوف يتلقَّى المجمع من مختلف أصقاع المعمورة، بالبريد الإلكتروني – وهو متاحٌ الآن في المجمع – مراسلات نافعة مـمّن يريد أن يعلّق على بعض المصطلحات بمَلْحَظ، أو يُغنَى مادتها برأي، أو تعريفَها باقتراح تبسيط أو فَضْلِ إيضاحٍ أو إضافة. ثم إن لذلك حسنة أخرى، ألا وهي زيادة تعريف الناس بالمجمع ومطبوعاته ومنشوراته، مما يزيد الطلب عليها والإقبال على اقتنائها زيادة كبيرة.

ولعلّ ما توصلنا إليه يشجّع المجامع الأخرى على أن تقتدي بهذا المجمع الموقر، وتحذو حذوه في الشروع بحوسبة المصطلحات، ثم إقامة شبكة داخلية للمعلومات في كلٍ منها، توطئة لإقامة شبكة مجمعية عربية تربط بين مجامع اللغة العربية جميعاً وتسمح باجتسار الفجوات القائمة حالياً بين المجامع وتساعد على توحيد المصطلحات من جهة، وعلى مواكبة السيل المنهمر من الألفاظ التي تتولد هنا وهناك تولُّد الكمأة مع تباشير الربيع.

مُنىً إن تكن حقاً تكن أعذبَ المنى        وإلا فقد عشنا بها زمناً رَغْداً

*

وبعد، فإن حَوْسبة مصطلحات المجمع، تتيح لكثير من الباحثين ومُعِدِّي رسائل الماجستير والدكتوراه، أن يقوموا بإجراء عديد من الدراسات التحليلية لهذه الذخيرةَ اللغوية الثمينة. وأنا على مثل اليقين من أنهم سيخرجون منها بحصيلة قيّمة من الدراسات الجادَّة. وقد اغتنمت مناسبة حديث اليوم إليكم، فقمت بدراسة تحليلية بدائية جداً لما اختزنته ذاكرة الحاسوب من مصطلحات المجمع، أعرض حصيلتها على حضراتكم في أربع ملاحظات:

الملاحظة الأولى: أن العدد الإجمالي لما أدخلناه من المصطلحات التي أقرّها المجمع في مؤتمراته على مدى السنوات الماضيات، يبلغ مئة وأربعين ألف مصطلح، والعدد الكلّي لا يزيد على ذلك كثيراً.

وأن عدد ما أقر منها في كل سنة مبين في الجدول الأول.

وأن عدد ما ينتمي منها إلى كل علم من العلوم مبين في الجدول الثاني.

الملاحظة الثانية: أن المجمع لم يلجأ في الغالب إلى ضبط المصطلحات بالشكل، فمصطلح (( معط عام )) مثلاً يمكن أن يراد بها الـمَعَط العام بفتحتين على الميم والعين، بمعنى سقوط الشعر الشامل alopecia universalis. كما يمكن أن يراد بها الـمُعْطي العام universal donor الذي نستطيع نقل الدم منه إلى الناس كافَّة. ومصطلحا (( الخلط )) بكسر الخاء، واحد الأخلاط أي سوائل البدن humor، و(( الخَلط )) بفتح الخاء، بمعنى المزج mixing يُرسمان بصورة واحدة وهكذا. وهذا في ظني أمر لابُدّ من تلافيه، لأن المجمعَ مرجعٌ في ضبط المصطلحات كما أنه مرجعٌ في وضعها. وتدارك ذلك سهل ميسور إن شاء الله.

الملاحظة الثالثة: أن الأحرف المستعملة بحاجة إلى اتفاق عليها أيضاً. فالهمزة توضع أحياناً فوق الألف أو تحتها – خطأ أو صواباً – أو أنها تُهمل فلا تُكتب. والياء في آخر الكلمة تكتب أحياناً معجمة بنقطتين من أسفل، وتترك في كثير من الأحيان مهملة بلا نقط، فيقرؤها معظم إخواننا العرب غير المصريين ألفاً مقصورة.

والملاحظة الرابعة: أن الألفاظ العربية تتعدد في مقابلة اللفظة الأجنبية الواحدة. وهذا أمر مقبول في قلَّة قليلة من الحالات، حين تكون للمصطلح الأجنبي الواحد عدة مَعَانٍ. ولكنه أمر غير مستساغ في غير ذلك من الأحوال. وما كان لهذا الأمر أن يكتشف بسهولة لولا استعمال الحاسوب، لأن تصرّم السنين يُنسي واضع المصطلح ما وضع من قبل، لاسيَّما حين تتعدد حقول العلم. ولكن تدارك ذلك سهل ميسور أيضاً إن شاء الله.

*

بارك الله في هذا المجمع العظيم وفي عطائه، وجعل يومَه خيراً من أمسه، وغَدَه خيراً من يومه، وأيّده بمَدد من عنده، وأنجح مسعاه في خدمة لغة التنزيل العزيز.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى