مقالات

مناجــــــاة

سَـبَّـح القلـبُ وصـلّى وسَـجَــدْ

والـعَــصِــيُّ الـغِــرُّ أوّابٌ إلـــى

وفــؤادِ الــمَـــرْءِ لا بُـــدَّ لـــــهُ

حينمـا يصحو على ما قد جَنَـى

حينمـا يغـرق في الـموج .. ولا

حيـنمـا يُحْــرَجُ لا مـولــَى لــهُ

ويـرى الآثـام قـد حَــفَّــتْ بــهِ

ويـرى الدنـيـا سـرابـاً خـادعــاً

ويـكــاد الهــمُّ يُـرْديـــــهِ، فـإنْ

ويضيـق الصـدرُ لا مَـنْـجَـا لَــهُ

ويتـوه الـرأي والـحـزم .. فــلا

عنـدهـا يلـجـأ لله ! .. ومَــنْ ؟

مـن لـه يُنْجـيـه مـن بأسـائِــهِ ؟

مـن يـداويـهِ فيـشـفيــهِ ؟ ومَــنْ

مَنْ سِوَى الله – الذي قد كان يَعْـ

للإلـه الـواحِـدِ الفـردِ الصَّـمَـدْ

ربـه حـتـمـاً وإن طـالَ الأَمَــدْ

من حنـينٍ للهُدى مهمـا شَـرَدْ

ويـروحُ الـغـيُّ يـتلـوه الرَّشَــدْ

أحـدٌ يُـرجـى لِـغَـوْثٍ أو مَـدَدْ

ويَـضِّـلُ الـمُرْتَـجَـى والمُعْـتَمَـدْ

والمصيبـاتِ وأصنـافَ الكَـمَـدْ

وجَـنَـى الدنيــا غُـثَـاءً وزَبَـــدْ

فَــرَّ منه .. لم يجد إلا الَكَـمَـدْ

ويضـيـعُ الصَّـبْـرُ منـه والجَـلَـدْ

يبصـرَ الـملجَـا لـه أنّـى نَـشَـدْ

مَنْ سـوى الله له مهما قَصَدْ ؟

من يفكُّ الضيقَ عَنْهُ والعُقَـدْ ؟

يغفرُ الذنبَ ؟ ويمحو النَّكَـدْ ؟

ـصيهِ – للغُفرانِ والعيشِ الرَّغَدْ ؟

***

نـا يـا مـولايَ عـبـدٌ مُـثْـقَــــلٌ

كلـمـا أوليتَـهُ الـنُّـعْمى عَـصَــى

مالَــهُ فـي كـلِّ مــا قـد جــاءَهَ

هـمُّـــهُ فـي كـلِّ ما أَحْــدَثَـهُ

فَـتَـلَ الـشـيطـانُ والـشــرُّ لَــــهُ

دونَ سلطـــانٍ عـلـيــه لهـمــــا

غَـرَّهُ العفـو .. وأغـرَى نَـفْـسَــهُ

بذنـوبٍ ليس يُحصيهـا عَدَدْ !

وتَـمَـادَى وتـولّـى وجَـحَـدْ ..

عمـلٌ في حسنــاتٍ قد يُعَدّْ ..

راحـةُ البـالِ وترفـيهُ الـجَـسَـدْ

في طريق الإثم حبلاً من مَسَـدْ

راحَ في إثرهما يسعَى .. وجَدّْ

فتمـادى في الخطايـا واجتهـدْ !

***

كيفَ ألقاكَ غداً ؟ بل كيـفَ لا

أبســعـيٍ حـسـنٍ قـمــتُ بــــه

أم بعُـمْـرٍ قـد خـلاَ مـن عـمــلٍ

واجبـي في العيش لم أنهـضْ بــه

أتلاشَى خَجَلاً من ذِكْـرِ غَـدْ ؟

هو من نُـعْماكَ ما لي فيه يَـدْ ؟

صالحٍ بل ضـاعَ فوضـى وبَـدَدْ

لا ولم أخدُمْ ولم أَنْـفَـعْ أَحَـدْ !

***

أنـا يـا مـولايَ قــد أثـقـلَنــــي

أنا يا مولاي قد ضـِقْتُ .. فمـا

إن تُـعَـذبـنــي فـإنـي ظـالــــــمٌ

غيرَ أني طامـعٌ فـي العفـو .. يـا

أنا ضيـفٌ مذنبٌ يرجـو القِـرَى

ليــس لي إلاك يـا رب .. ومــا

ما جناهُ الجـهـلُ منـي والفَــنَـدْ

لِيَ عن وجهك يوماً مُلْـتَحَـدْ !

ليس لي من عَملِ الخير سَـنَدْ ..

رب .. أرجو في غدٍ أن لا أُصَدّْ

في رِحابِ الحَشْرِ فامنَحني الرَّفَدْ

خاب من يرجوك يوماً إن وَفَدْ

***

إنْ يكنْ عفـوُكَ مقصـوراً علــى

صالحينا .. مَنْ لِمَنْ مثلي فَسَدْ ؟!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى